الخميس، 26 يوليو 2018

ما المقصود بدول العالم الأول والثاني والثالث والرابع؟

في البدء لا بد من تعريف محدد وبعرض فذلكة تاريخية لما يعرف بدول العالم الأول والثاني والثالث وحتى الرابع، فقد إنتشرت هذه المسميات أثناء الحرب الباردة  (Cold War) والتي بدأت تقريباً منذ العام 1945م حتى العام 1989م عند سقوط جدار برلين وإنتهت رسمياً في العام 1992م بعد تفكك وإنهيار الإتحاد السوفييتي.
حيث كانت الحرب الباردة ما بين أكبر قوتين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية وهما الإتحاد السوفييتي (قائدة الإشتراكية) وحلفائها والولايات المتحدة الأمريكية (قائدة الرأسمالية الغربية) وحلفائها.
العالم الأول أو المعسكر الرأسمالي أو المعسكر الغربي مفهوم برز خلال الحرب الباردة كما ذكرنا، حيث كان يستخدم لوصف الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، تلك الدول كانت ديمقراطية ورأسمالية وما زالت حتى الآن.
كانت العلاقة ما بين دول العالم الأول والعالم الثاني تنافسية وإيدلوجية وعدائية.
أما علاقتها (العالم الأول) مع العالم الثالث كانت عادة إيجابية من الناحية النظرية، في حين أنها كانت أحياناً عدائية في الممارسة العملية (كالحروب مثلاً).
العولمة هي ظاهرة متزايدة الأهمية غُذِّيَت بشكل كبير من العالم الأول وعلاقاته. مثال على العولمة في العالم الأول هو الإتحاد الأوروبي الذي جلب الكثير من التعاون والتكامل في المنطقة. الشركات المتعددة الجنسيات أيضاً تعطي مثالاً على تأثير العالم الأول على العولمة، وذلك لجلبها الإقتصاد والسياسة والتكامل الاجتماعي لكثير من الدول.
بالعودة إلى صلب الموضوع فاليوم مصطلح العالم الأول أصبح قليل الإستعمال ولم يعد له معنى رسمي (يشير بشكل غير رسمي إلى دول رأسمالية، صناعية، متطورة، ومتحالفة مع الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية). هذا التعريف ضم غالبية البلدان من أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وأستراليا واليابان. منظور المجتمع الحالي للعالم الأول هو دول تتميز بالإقتصاد المتقدم، والتأثير العظيم، وأعلى معايير العيش، وأعظم التقنيات، والحريات الفردية والدينية والثقافية والإثنية ومحاربة الفساد ونشر العدل والديمقراطية، والتعليم العالي وجودة الحياة إلى آخره.
بعد الحرب الباردة ضمت دول العالم الأول إليها أعضاء حزب الناتو (بلجيكا، الدنمارك، ألمانيا الغربية، اليونان، إيطاليا، النرويج، البرتغال، أسبانيا، تركيا، المملكة المتحدة، هولندا، آيسلندا، لوكسمبورغ، والدول المحايدة التي كانت متطورة صناعيا (السويد وسويسرا والنمسا وفنلندا) والدول الغنية من الإمبراطورية البريطانية السابقة (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وسنغافورة ونيوزيلاندا) وبعض الحلفاء كاليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.
دول العالم الثاني أو المعسكر الشيوعي أو المعسكر الشرقي هي مجموعة الدول الداخلة تحت نطاق الإتحاد السوفييتي السابق على سبيل المثال وليس الحصر أوكرانيا وروسيا البيضاء، أو تلك البلدان التي تتميز بإقتصاد مخطط مسبقاً مثل الصين، وهذا المصطلح قد إنخفض إستخدامه بشكل كبير منذ ثورة 1989م.
 على الرغم من ذلك فإنه لا يزال يستخدم لوصف الدول التي ما بين الفقر والرخاء، وكثير منها دول شيوعية أو دول شيوعية سابقة. 
تختلف دول العالم الثاني عن دول العالم الأول برفضها للثقافة الليبرالية وللثقافة الرأسمالية المفتوحة، كما تتميز عن العالم الثالث بالمستوى التعليمي فيها وحجم دولها وبقوتها النسبية ومثال على ذلك روسيا وكوريا الشمالية وأوزبكستان وبلغاريا وبولندا وفيتنام وكل دول وجمهوريات الإتحاد السوفييتي سابقاً وألبانيا ورومانيا والمجر ...إلخ.
العالم الثالث هو مصطلح سياسي وإقتصادي وإجتماعي وثقافي، يقصد به الدلالة على الدول التي لا تنتمي إلى العالمين الأول والثاني، وهما الدول الصناعية المتقدمة علي عكس دول العالم الثالث فهي دول نامية.
أستُعمل تعبير العالم الثالث لأول مرة سنة 1952م في مقالة صدرت للإقتصادي والسكاني الفرنسي ألفريد سوفيه في إشارة إلى الدول التي لا تنتمي إلى مجموعة الدول الغربية (أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وأستراليا واليابان وجنوب إفريقيا) ولا إلى مجموعة الدول الشيوعية (الإتحاد السوفييتي والصين وأوروبا الشرقية).  
وأحياناً يطلق على هذه الدول مصطلح (الدول النامية)، وهي دول ذات مستوى معيشي منخفض مقارنة بالدول المتقدمة، ولا يستقيم فيها التوازن بين سرعة نمو السكان ودرجة التقدم الإقتصادي، وتعاني هذه الدول من التخلف الإقتصادي والسياسي ومن الحروبات والنزاعات والفساد، إذ يرى بعض الدارسين أن دول العالم الثالث هي التي لم تستفد من الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وعلى هذا تعد دولاً آخذة في النمو أو دولاً متخلفة.
أهم الأمثلة لدول العالم الثالث هي كل الدول العربية والأفريقية (بإستثناء جنوب أفريقيا تقريباً) وأمريكا الجنوبية والوسطى ومعظم دول آسيا وجُل دول قارة أوقيانوسيا.
بعض دول العالم الثالث هي قريبة من دول العالم الثاني وربما تنضم في المستقبل القريب لتلك المجموعة مثل البرازيل والمكسيك وماليزيا وتايلاند والأوروغواي (أي معظم دول أمريكا اللاتينية والوسطى).
العالم الرابع تعبير متعدد المعاني والإستخدامات التي يمكن أن تختلف حسب اللغة وحسب الباحث، إذ يمكن أن يشير إلى فئات مهمّشة ضمن بلدانها أو إلى فئات إثنية أو قومية بدون دولة مثل الغجر أو إلى البلدان الأقل نماء أو إلى البلدان النامية قليلة التصنيع، ولا توجد دولة معينة تنصف من دول العالم الرابع، ولكن بعض المصادر تقرب دول العالم الثالث من الرابع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حرب عبثية في السودان

نعم هنالك حرب عبثية في السودان منذ إبريل 2023 بين ما يسمى بالجيش السوداني وأقصد هنا القادة وهم ينتمون للحركة الإسلامية السودانية أي (الفلول)...