الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

السودان إلى أين يتجه ويسير؟!

لم يعد بمقدور المواطن السوداني التعايش مع إنفجار عبوة الأزمات الإقتصادية المتلاحقة له يومياً تحت مظلة حكومة الرئيس عمر البشير وزبانيته الغير كرام، لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل.
دائماً في الدول شبه المحترمة (دعنا من المحترمة) التي بها المؤسسية الكاملة، تتسارع حكوماتها من أجل توفير سبل الراحة والعيش الكريم لشعوبها وتذليل الصعاب والعقبات لهم، وتجويد الحياة لمواطنيها، لأن هذا يعتبر فرض عين وواجب عليها، وليس منحة أو هبة.
لكن في بلادي (السودان) حيث وفر الخالق سبحانه وتعالى وأجزل كرمه اللا متناهي عليه بكل مقومات الدول الكبرى من أراضي زراعية ومعادن وثروة حيوانية وبحار وأنهار ومساحات شاسعة وغنية جداً وتنوع ثقافي وعرقي وإثني سكاني كبير، إلا أن الطامة الكبرى وخيبة الأمل والتعاسة لهؤلاء القوم تمثلت في أن يحكم البلاد وبقبضة حديدية شلة من اللصوص والفاسدين والمنتفعين بأموال البلاد والعباد ومعظمهم فاقد للضمير الإنساني ولقيم الوطنية والإنسانية والدين.
كيف يعقل أن ترتفع قيمة العملات الأجنبية وخاصة الدولار الأمريكي عند كل إشراقة صباح؟ أذكر وأستذكر أن الدولار الأمريكي حتى وقت قريب أي قبل إنفصال الجنوب (9 يوليو 2011م) يعادل جنيهان ونصف فقط، وبعد الإنفصال بشهور فقط إرتفع لحاجز ثلاث جنيهات وهكذا حتى أقتربت في البنوك من جدار السبع جنيهات أي في أقل من خمس أعوام وفي السوق الموازي أو كما يسمى في السودان بالسوق السوداء تصل حتى الضعف.
في الأيام القليلة الماضية إرتفع سعر أنبوبة غاز الطبخ من 25 جنيهاً إلى أكثر من 150 جنيهاً كسعر رسمي خلاف سعر السوق الموازي وارتفعت الأسعار تلقائياً في المشتريات الأخرى حتى أصبح كل شيء يباع ويشترى على حسب مزاج حكومة الإنقاذ الوطني كما تسمي نفسها.
أزمة الأسعار قد تعصف بالحكومة السودانية في القريب العاجل والآجل لأن المواطن لا شيء لديه ليخسره بعد الآن فالمشاكل تحيط به من كل جانب ومن كل حدب وصوب.
لا أعتقد أن مرتب أقل من 10 ألف جنيه للمواطن البسيط والعادي بالسودان سيكفيه في إعانة نفسه، فكيف له أن يجابه ويتعايش مع الأسعار الخيالية ومرتبه لا يصل الألف جنيهاً هذا إذا كان صاحب عمل أو موظفا" ولم يكن عاطلاً.
كما إزدادت أسعار باقات الإنترنت حيث المتنفس الوحيد للإنسان السوداني وأصبح بذلك تائها" ما بين توفير أساسيات حياته والتمتع بكمالياته فكيف السبيل للخروج من هذا المربع العجيب.
ماذا ينتظر المواطن السوداني أكثر من ذلك ليخرج إلى الشارع؟ وكيف له أن يطلب التغيير وان يحلم  بالإحلال والإبدال والحكومة الفاسدة تحكمه بالحديد والنار لمدة 27 عاماً ويمتص في دمائه وقوته وعرقه.
السودان كدولة تعتبر دولة طاردة جداً ولا يمكننا بأي حال أن نقارنها حتى بدول الجوار فهي عبارة عن مساحة شاسعة بها بقايا إنسان مع عصابة تمثل 1% فقط من نسبة السكان تستحوذ على كل شيء؟ ولكن  منذ متى كانت هذه النسبة المئوية البسيطة تستطيع الصمود أمام تلك النسبة الكبيرة 99%؟! وهذا يعني أن العيب في الشعب.
دقت ساعة العمل يا بقايا الشعب ولا تنتظروا شيئاً من أحد غيروا أنفسكم في الأول وراجعوها مراجعة دقيقة وتخلصوا من الخوف والكسل والجبن وخيبة الأمل قبل أن يقض عليكم نهائياً، وقبل أن تفكك الوطن إلى دويلات أخرى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق