عندما يتحدث أهل العلم والمعرفة وكبار الفقهاء والعلماء ورجال الدين من المسلمين عن الشهوة فقط فتأكد تماماً بأن هذه الأمة المغلوبة على أمرها لن تقوم لها قائمة إلى أجل غير مسمى، كل يوم نصبح على فتوى تتحدث عن الشهوة فقط ثم نمسي على فتوى أخرى شبيهة بأختها تلك!!!.
هل أصبحت الأمة الإسلامية تعيش حياة رفاهية وحياة شبه خالية من المشاكل والضنك؟ أم أصبحت الأمة الإسلامية تعيش على إيقاع طبول الشهوة النفسية؟ أم هنالك أمة إسلامية غير التي نراها أمامنا؟ أم ماذا هناك؟!.
القليل من العلماء يتحدثون عن مشاكل الأمة الإسلامية ولكن بكل حياء وخجل، والسواد الأعظم منهم لا يتحدثون عن الحلول الجذرية أو عن حلول شبه جذرية لمشاكلنا اليومية والمتعددة، جُل العلماء كالأجراء في موائد السلطان ودوائر الحكومات الفاشية والفاشلة، ولا يتفوهون إلا بأمر الحاكم وإلا فلن يروا شمس الغد.
لا يمكننا أن نستوعب حجم وكمية المواضيع والفتاوى التي تتحدث فقط عن مثل هذه المواضيع: (تعدد الزيجات - تزويج الفتاة القاصر - الإماء - زواج المتعة - زواج المسيار - لبس المرأة - إحرام المرأة - عري المرأة - عمل المرأة - تعليم المرأة - المرأة والمجتمع - حقوق المرأة - المرأة في القنوات - صوت المرأة - شكل المرأة - ...إلخ).
يا علماء المسلمين قولوا خيراً أو إصمتوا، مللنا من تلكم المحاضرات والثرثرة والخواء الفكري وحديث الليل الذي يمحوه النهار، حدثونا وإنيروا عقولنا وجدوا لنا طرقاً سالكة عن كيفية النهوض بالمجتمع المسلم من هذه الهوة التي وجدت نفسها بها وبدون سابق معرفة، وأشحنوا أدمغتنا عن كيفية تكييف ما لدينا من إمكانات كبيرة لنصبح أعظم الشعوب والأمم فعلياً وليس نظرياً، أطربوا أسماعنا بكيفية محاربة ظلم وبطش الحكام والفساد والجهل والمرض والجوع.
تحدثوا عن سادية النظم الحاكمة في مجالس المدينة لكل الناس، بدل الحديث عن أداب الشارع وعن أداب اللبس والجماع وعن أداب المجالس والسير في الطرقات.
هذه الأمة العظيمة بحاجة ماسة إلى وعي كامل ومتكامل، وعي أكاديمي ومؤسسي ومنطقي ممزوج بوعي ديني معتدل ونظيف، أمة تعيش في الواقع وليس في عالم إفتراضي، أمة بحاجة إلى من يقف معها ويأخذ بيدها ضد جور وظلم الرعاة والولاة والحكام بكل البلاد والأمصار العربية.
ماذا قدمتم للأمة الإسلامية من خلال مؤسساتكم وجمعياتكم وأحزابكم وتياراتكم وطوائفكم وميليشياتكم خلاف الفرقة والشتات وسفك الدماء والوقوف مع الطغم الحاكمة؟.
لا أقلل من قيمة العلم والفقه في كل الأمور الدنيوية والدينية، ولكن الأولويات أهم من كل شئ وفي كل شئ، لو جاءني عالم ليحدثني عن سنن الوضوء أو آداب الطريق وجاء آخر يحدثني عن كيفية محاربة الفساد والغلاء والفساد وحقوق الإنسان وعن العدل وعن العلم سوف إستمع إليه ولن أعير إهتمامي للعالم الأول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق