الخميس، 31 مايو 2018

معضلة الإستهزاء بالشخصية السودانية في الدراما العربية

معضلة الإستهزاء والإستخفاف بالشخصيات في الدراما العربية ليست وليدة اليوم أو مصادفة، وللأسف الشديد معظم الأعمال الدرامية وفي أي وقت وخاصة في المنطقة العربية عندما تعرض الشخصية السودانية (كمثال) تعرضها كشخص غبي وكسول ويتكلم بشكل غريب بينما يتصرف بشكل أغرب، وهيئته عجيبة؟!، بينما معظم السودانيين عكس ذلك تماماً في أرض الواقع فالسوداني إنسان مجتهد ونشيط ومثقف جداً وأمين وذو كبرياء وعزة نفس وكريم حد الثمالة.
ويستمر التعمق أكثر في الإستخفاف والإستحقار بالشخصية السودانية على أنه لا يستطيع إجادة أعمال ومهن أخرى سوى (النظافة - الطباخة - الغسيل - الحراسة - السواقة - الأعمال المنزلية - بواب العمارة - عامل في محطة بنزين ...إلخ)، بينما الواقع يؤكد عكس ذلك تماماً، فهم يعملون كأطباء ومهندسون وفي مهنة القضاء والمحاماة والتدريس وفي الشركات الهندسية والتقنية وفي الطيران والبحرية ...إلخ، وأهل السودان لهم القدح المعلى في تطوير وتنمية الخليج العربي وهم يشهدون بذلك.
العمل في حد ذاته ليس عيباً والمهنة إذا ما كانت تدر أموالا بطريقة صحيحة وشريفة (لقمة حلال) شيء رائع، ولكن أن يكون مدخلاً للإستخفاف  والإستحقار بشعب كامل يعمل ويشتغل في كل المجالات وليس في أعمال معينة فلا بد من وقفة قوية هنا.
وهنا يأتي دور الحكومة والسفارات والقنصليات والملحقيات التابعة للدولة من أجل إيقاف ذلك العبث بأية طريقة، كما للإعلام المحلي دور كبير في الحد من إنتشار هذه الجهالة بين منتجي تلك الأعمال العبثية.
أيضاً وصف شعب كامل بالإرهاب والجهل ليس بالشيء الجديد من قبل (بعض) العرب، ولكن وبكل صراحة ومنذ 1989م والحكومة السودانية الإنقلابية عملت على إضعاف وتفكيك السودان، بل أصبح السودان من أضعف الدول في العالم وفي كل المجالات ومن جميع النواحي، وهي دولة تملك كل مقومات الدول الكبرى، وبالتأكيد لن نرى أو تسمع أو نقرأ أية ردود أفعال قوية من قبل الصحافة (السخافة) السودانية.
وما أستغرب فيه أن هذه الأعمال العبثية تصدر من دول عربية معينة وما أدراك ما العرب؟! بكل صراحة أكثر شخصية متواضعة ومنقلقة على نفسها وجاهلة ومتخلفة في العالم هي الشخصية العربية إلا من رحم ربي (مع كامل إعتذاري وتقديري لهم)، ولتعرفوا قيمة العرب ومدى دونيتهم هاجروا لأي بلد متقدم في العالم لتروا كم أنهم بلا قيمة وبلا شخصية، لذا لن أستغرب عندما تصدر هذه الأعمال من بعض الأعراب.
بالمقابل العرب يملؤون الأرض ضجيجاً وضوضاءاً عندما تعرض شخصياتهم في الأفلام السينمائية الغربية على أنهم مجرد رعاع وصحراويين وارهابيين ويعيشون عالة على المجتمع الدولي، وغريبو الأطوار والأفعال وغير متحضرين، إذاً فكما تدين تدان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق