في العرف السائد لدى الدول التي تهتم بالبنيات التحتية والأساسية والمحورية لديهم دائماً ما نجد أن من أولوياتهم الشروع وبكل قوة وبخطط مدروسة وموثوقة وبمنتهى الحيوية في بناء مطار دولي وأكثر وبمواصفات ومقاييس منظمة النقل الجوي الدولي (الإياتا) والتي تأسست في 19 أبريل 1945م.
وينصب الإهتمام الآخر للدولة في تأسيس وتقوية ودعم الخطوط الجوية الوطنية لها كواجب وإستحقاق وطني لا هروب أو مناص منه ومن ثم دعم الخطوط الجوية الثانوية في البلاد، إلا أن كل ذلك الإهتمام لا نجده حالياً في السودان.
للمعلومية، تعتبر دولة السودان إحدى أقدم الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا في بناء مطار دولي وكذلك في تأسيس شركة طيران وطنية، فقد تأسست الخطوط الجوية السودانية في العام 1947م وتم بناء مطار الخرطوم الدولي في العـــام 1952م تقريباً.
للمعلومية، تعتبر دولة السودان إحدى أقدم الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا في بناء مطار دولي وكذلك في تأسيس شركة طيران وطنية، فقد تأسست الخطوط الجوية السودانية في العام 1947م وتم بناء مطار الخرطوم الدولي في العـــام 1952م تقريباً.
لكن ومنذ مجيئ حكومة الإنقاذ في العام 1989م بالسودان أصبحت الخطوط الجوية السودانية من أسوأ الخطوط الجوية في العالم، وأصبح مطار الخرطوم كالبيت الخرب تماماً ومن أسوأ المطارات في العالم، وبعد إنفصال الجنوب عن الشمال قبل سنوات قليلة توقفت رحلات جوية كثيرة من وإلى الخرطوم سواء من شركات طيران وطنية أو خارجية، بسبب تدهور العملة السودانية بعد فقدان معظم خام البترول والذي أصبح ملكاً لجنوب السودان.
أصبحنا لا نستوعب أو ندرك ما يحصل في مطار الخرطوم من فوضى وعشوائية وسرقات وإدارة سيئة ومطار أسوأ من السوء نفسه والذي من المفترض أن يكون أكبر وأجمل مطار في الشرق الأوسط وأفريقيا.
شركات الطيران التي توقفت عن تقديم خدماتها لا تحصى ولا تعد وفي الطريق هنالك شركات مرموقة تهدد بتوقف خدماتها من وإلى المطار، والخطوط الجوية السودانية ممنوعة من الهبوط في كل مطارات أوروبا وأمريكا الشمالية وبعض الدول الآسيوية والعربية بعد أن كانت تحلق وحيداً في ذلك الزمن الجميل.
كنا نسمع وما زلنا نسمع مؤخراً جداً بأن الحكومة السودانية شرعت في بناء أكبر مطار بأفريقيا بالإتفاق مع شركة صينية متخصصة في هذا المجال وذلك بالعاصمة السودانية وتحديداً بمنطقة (الصالحة - أم درمان)، وهذا لعمري خبر رائع ومفرح فالمطار الحديث هو العنوان الأبرز للوطن، ومن جانبنا نريد أن تعود لنا هيبة الخطوط الجوية السودانية عقب أو مع الإنتهاء من مطار الخرطوم الدولي الجديد بضاحية أم درمان الجنوبية فالخطوط الوطنية لا تقل أهمية عن المطار.
تخيلوا معي أن مطار (جومو كينياتا) الدولي بنيروبي في كينيا يربح أكثر من مليار دولار وكذلك الخطوط الجوية الكينية!!، دعك من الخطوط المرموقة على شاكلة الإماراتية والإتحاد والقطرية والمصرية والسعودية والإثيوبيــة والكي إل أم والبريتيش إيرويس والفرنسية والأمريكية وإيبيريا ولوفتهانزا ...إلخ.
على المسئولين جلب طائرات الإيرباص والبوينغ سواء الطائرات المتوسطة b737 a320 أو النفاثة "طائرات ذات البدن العريض" a380 a330 a350 b747 b787 على غرار الخطوط العالمية ومعظم الخطوط الخليجية والمحافظة عليها وتغيير كل الطاقم القديم وجلب طاقم جديد إحترافي.
وأيضاً العمل على تدعيمهم بالمتخصصين في هذا المجال الحيوي والهام والتخلص من ظاهرة التأخير والتغيير وعدم إحترام الوقت، وتدشين موقع إليكتروني ديناميكي بموجبه يتم حجز تذاكر السفر من وإلى مطار الخرطوم، في هذه الحالة ستربح الخطوط الجوية السودانية ملايين الدولارات سنوياً وهذا بالطبع في صالح الكل، فالطيران المدني يعتبر عنوان بارز للدولة المتحضرة.
والأهم بعد كل هذا وذاك هو الإنضمام لإحدى التحالفات الثلاث (تحالف ستار) أو (سكاي تيم) أو (عالم واحد) والتحالف يعني إتفاقية الرمز المشترك وتبديل الركاب ما بين الطائرات التي لديها عضوية في نفس التحالف.
أعتقد بل أكاد أجزم أن الشعب السوداني يريد مطار دولي حقيقي أو أكثر وشركة طيران وطنية إحترافية تحلق في سماء الكرة الأرضية وهذا من حقه، ولكن قد يتم تحقيق ذلك بعد عشرات السنوات!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق