يتفوق العرب على بقية الشعوب في الأرض بصفات لا نجدها كثيراً إلا فيهم مثل النفاق والإهتمام بالفوارغ وبسفاسف الأمور وبالقيل والقال وبكثرة السؤال وبالتعالي بدون وجه حق على غيرهم من الناس، وخيالهم المريض والمتحجر دائماً ما يرسم لهم بأنهم أفضل البشر بينما هم مضحكة الشعوب وأكثر الشعوب تخلفاً ورجعية في هذا الزمان ويعيشون عالة على الغير ولم يفارقوا مرحلة الإستهلاك حتى الآن (إلا القلة القليلة منهم).
ودائماً ما يتباكون على تاريخ قديم وتليد لم يستطيعوا المحافظة عليه لتقادم السنين والدول والدويلات ولإختلاط الأجناس والقبائل ولتداخل الحابل بالنابل.
ولأن العرب عودونا على المضحكات المبكيات سنتطرق بحديثنا عن ظاهرة ربما لا تحدث إلا في الدول العربية وبعض دول العالم الثالث، وهي ظاهرة تشبث الرؤساء العرب بكراسي الحكم حتى الممات والفناء أو الخرف أو القتل أو الخلع.
والرئيس العربي لا يترك كرسي الرئاسة حتى وهو في حالة الخرف أو المرض أو كبر السن، والأمثلة كثيرة ومثيرة على هذا الحديث ومعظم أهل العرب معتادون على ذلك ومنذ عشرات بل ومئات السنين.
في السودان الرئيس المشير عمر حسن أحمد البشير جاء بإنقلاب عسكري في العام 1989م على سدة الرئاسة وباقي حتى الآن ولا أعتقد بأنه سيترك الكرسي الوثير والمثير حتى يتم خلعه أو يرحل عن الدنيا ويفنى.
في مصر حكم محمد حسني مبارك مصر منذ العام 1981م وحتى خلعه في العام 2011م بينما خلفه محمد مرسي في الحكم لمدة عام واحد فقط بسبب الفوضى العارمة التي تجتاح مصر، وأنقلب السيسي عليه في العام 2013م وها هو يعيد ترشيح نفسه في إنتخابات 2018م ليحكم مصر مرة ثانية وقد يتم تكييف القوانين له ليجلس على كرسيه حتى مماته.
وفي ليبيا حكم العقيد الراحل معمر القذافي ليبيا منذ العام 1969م وحتى موعد خلعه وتم قتله في العام 2011م ولا يوجد رئيس حالي بسبب حالة الفوضى العارمة وإنعدام الإستقرار الأمني والسياسي في ليبيا.
وفي اليمن حكم الفريق على عبد الله صالح اليمن الشمالي في الفترة 1978م حتى 1990م، كما حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الموحدة منذ العام 1990م وحتى موعد إجباره على ترك الحكم في العام 2012م، وخلفه نائبه عبد ربه منصور هادي منذ ذلك التاريخ.
في العراق حكم الرئيس الراحل صدام حسين في الفترة الممتدة من 1979م حتى 2003م، بينما يحكم نوري المالكي العراق منذ العام 2006م كرئيس للوزراء وجلال طالباني منذ العام 2005م كرئيس للجمهورية، والرئيس الحالي هو فؤاد معصوم منذ العام 2014م.
وفي الأردن الملك عبد الله الثاني يحكم منذ العام 1999م علماً بأنه إستلم زمام الأمور في إمارة الأردن بعد وفاة والده مباشرة.
في السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز يحكم منذ العام 2015م بعد وفاة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز علماً بأن الأخير كان ملكاً على السعودية حتى ومريضاً جداً؟!!!.
في قطر يحكم الأمير تميم بن حمد منذ العام 2013م بعد أن تنازل والده عن الحكم وهو حدث حير العرب قبل العجم وحير أي شئ قبل كل شئ علماً بأن والده حمد بن خليفة قد قام بإنقلاب ضد والده (أي جد تميم) في العام 1995م كحدث فريد ولا يحدث إلا نادراً في الأقطار العربية.
وفي سلطنة عمان قصة الملك قابوس بن سعيد مشابهة لقصة حمد القطري فقد قام بإنقلاب ضد والده السلطان سعيد في العام 1970م وما يزال يحكم سلطنة عمان بالحديد والنار.
في الإمارات يحكمهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان منذ العام 2004م ولم يتشرف بهذا المنصب الرفيع إلا بعد وفاة والده الشيخ زايد.
وفي تونس يحكمهم المنصف المرزوقي منذ العام 2011م بعد أن حكمهم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي منذ العام 1987م وحتى العام 2010م، وأهل تونس لم يعرفوا سوى ثلاثة رؤساء منذ الإستقلال عن الحكم الفرنسي في العام 1956م!!.
في الجزائر يحكمهم الهرم العجوز عبد العزيز بوتفليقة منذ العام 1999م وقد بلغ من الكبر عتياً ولكنه يحلم بحكم الجزائر حتى مماته وهلاكه.
وفي جيبوتي دوام الحال من المحال فالرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة يحكمهم منذ العام 1999م أيضاً وجيبوتي دولة صغيرة تطل على ضفاف البحر الأحمر في الشط الأفريقي وهي من دول القرن الإفريقي، وهي بدورها لم تعرف منذ الإستقلال عن فرنسا إلا رئيسان فقط!!!.
في البحرين الأمير حمد بن عيسى آل خليفة يحكمهم منذ العام 1999م أيضاً ولا أعتقد بأنه يفكر في شئ آخر غير كرسي الرئاسة.
وفي سوريا يحكمهم الرئيس بشار الأسد منذ العام 2000م ولم يستلم الرئاسة إلا بعد وفاة والده حافظ الأسد وهنالك ضغوطات وإحتجاجات ومظاهرات عارمة في كل أرجاء سوريا لخلعه عن الرئاسة ولكنه لا يتخيل نفسه بعيداً عن الرئاسة إلا في الرمس.
في الصومال لا يوجد رئيس فالكل يحكم نفسه بنفسه ولكن منذ العام 2017م يحكمهم الصومالي - الأمريكي محمد عبد الله محمد فرماجو؟!!.
في فلسطين الرئيس محمود عباس في قمة الهرم السياسي منذ العام 2005م خلفاً للرئيس الراحل ياسر عرفات ووجوده مثل عدمه.
وفي جزر القمر يحكمهم غزالي عثمان خلفاً للرئيس السابق (أكليل ظنين) منذ العام 2016م وعلى أي حال جزر القمر تختلف نوعاً ما عن بقية الدول العربية لبعدها عنهم ولقلة السكان والموارد الطبيعية.
في الكويت يحكمهم صباح الرابع الأحمد الصباح وهو كبير في السن وقد تولي هذا المنصب بعد أن أصبح سلفه سعد العبد الله الصباح مريضاً جداً ولا يقوى على الحراك منذ العام 2006م.
وفي لبنان هنالك نجد الرئيس ميشيل عون سدة الحكم منذ العام 2016م خلفاً للرئيس السابق ميشال خليفة، عموماً في لبنان هنالك تداول خجول للسلطة.
في المغرب نجد الملك محمد السادس في منصبه منذ العام 1999م وقد تقلد هذا المنصب بعد وفاة والده محمد الخامس مباشرة.
وفي موريتانيا نجد محمد ولد عبد العزيز منذ العام 2009م.
من السرد أعلاه سأقول للشعب العربي لا تحلموا برؤساء حديثي العهد والوعد كل 4 أو 5 سنوات كما يحصل في الدول المتقدمة ولا تحلموا بحكومات ديمقراطية وبحكومات لديها مبدأ الشفافية والعدالة والحرية والديمقراطية.
فحكامنا يتسمون بالضعف وبتدبير المكائد والدسائس لإطالة أمد فترة حكمهم فقط، ولا يملكون خطط مستقبيلة واضحة أو مناهج ورؤى واضحة ودراسات حقيقية تفيد الحاضر والمستقبل لنهضة البلاد والعباد، والتاريخ والحاضر يشهدان على ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق