الخميس، 12 أبريل 2018

نطالب بشدة أن يحكمنا (الكافر) خوسيه موخيكا

خوسيه (خوزيه) ألبرتو (بيبي) موخيكا كوردان. ولد بتاريخ 20 مايو 1935، أصبح رئيس لدولة الأوروغواي بين عامي 2010 و 2015، كما كان مقاتلاً سابقاً في منظمة توباماروس الثورية اليسارية.
كان يذكرنا بالعمرين (عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز) في التقشف والزهد والعدالة والحكمة والفلسفة.
وكان يتقاضى راتباً شهرياً قدره 12 ألف و500 دولار، حيث كان يحتفظ لنفسه بنسبة 10 بالمئة فقط من راتبه ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية في بلاده، وعن ذلك قال "أن المبلغ الذي يتركه لنفسه يكفيه ليعيش حياة كريمة بل ويجب أن يكفيه خاصة وأن العديد من أفراد شعبه يعيشون بأقل من ذلك بكثير".
لذلك حصل على إعتراف دولي وعلى لقب «أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاءاً»، حيث كان يعيش رئيس الأوروغواي منذ توليه الرئاسة في شهر مارس 2010م، في بيت ريفي بمزرعته رافضاً العيش في القصر الرئاسي، كما أنه لم ينتفع بالحراسة المشددة كبقية رؤساء العالم.
تلقى فيما بعد عرضاً بقيمة مليون دولار من شيخ عربي لشراء سيارته المتواضعة من نوع (فولكس واغن بيتل) التي أصبحت رمزاً لحياته التي عُرف عنها التقشف.
 لم يكن مهتماً في البداية بالعروض التي قدمت لشراء سيارته، ولكن مع تكرار الأمر بدأ يهتم، علماً بأنه أشترى تلك السيارة الألمانية منذ العام 1987م.
وقال حينها "إنه إذا حصل على مليون دولار ثمناً لسيارته فسيتبرع بالمال لبرنامج إيواء المشردين، أو لأي شيء يخدم بلاده".
هنالك جانب آخر لا بد من التطرق إليه وهو عقلية وفلسفة الرئيس خوسيه موخيكا وعقلية هذا الشيخ العربي الثري بالطبع، فمجرد تفكيرنا لعرض العربي ندرك لماذا نحن في القاع كشعوب عربية وأفريقية؟! والرد على هذا الإستفسار ليس صعباً، فحكامنا وعقلائنا ورجال أعمالنا نظرتهم لكل شئ نظرة مادية بحتة، فلم يقدم أي إنسان من دول العالم الأول وحتى الثاني هذا العرض لسيادة الرئيس لأنهم مدركون لقيمة هذه السيارة الحقيقية وليست المادية عند خوسيه.
لكن العربي (المتهابل والمتهاطل) أسرع في إبراز عضلاته المادية وضحالة تفكيره ورؤيته لكل شئ من منظار المادة، وحتى لو قبل الرئيس عرضه فإنه حتماً كان يفكر في الجمعيات الخيرية وليس في نفسه، وهنا أصبح المال لا قيمة حقيقية له، بل حنكة خوسيه كانت رائعة وفلسفته كانت عميقة، وقيمته كانت حقيقية.
خوسيه يؤكد للجميع أن الرئاسة ليست تشريف بل هي تكليف، والرئاسة ليست قوات حرس خاصة، وقصور، وسيارات، وأموال طائلة في البنوك الأجنبية، وإعلام ونفوذ، وفساد وقضايا وتوريث إلخ.
خوسيه (أو خوزيه) موخيكا كان بمثابة رئيس رؤساء العالم، وإستحق كل التقدير والإحترام والإجلال من كل سكان الأرض.
 إقترح على جميع الدول تسمية أكبر شوارع المدن والعواصم بإسمه، وبناء تماثيل له، وتدريس مادة كاملة للطلاب تكون خاصة به فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق