الاثنين، 11 سبتمبر 2017

ظاهرة التسول في الفيس بوك والمواقع الإجتماعية

الله يقطع إيد كل واحد ما يكتب الله يرحموا والله يعمي بصر كل من لا يقول الحمد لله إلخ إلخ إلخ..
هكذا وبكل بجاحة وقلة عقل وتسول إليكتروني بعضهم يتسولون (اللايكات) أي الإعجابات و(الكومينتات) أي التعليقات و(الشيرات) أي المشاركات من الناس في معظم وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة فيس بوك.
كم يستحق إسم النبي صلى الله عليه وسلم من إعجاب (لايك) وتعليق (كومينت) ومشاركة (شير)؟! لا أدري يا متسول فالنبي صلى الله عليه وسلم نفسه لم يقل لنا ذلك فكيف سنعرف نحن؟.
إذا تحب الرسول صلي الله عليه وسلم إضغط (لايك) أو أكتب (كومينت) أو  أعمل (شير) طيب وإذا بحبو أكتر وبحب من أي شيء آخر في الدنيا ماذا إضغط أو كيف أتصرف؟..
بدنا أو عايزين أو نريد 1000 أو 10000 (لايك) و(كومينت) و(شير) لإسم النبي خلال ساعة فقط حسنا يا شحات ويا متسول ماذا بعد الساعة هل ستطلب مليون (لايك) و(كومينت) و(شير) خلال شهر؟.
هل نستطيع أن نجمع 5000 (لايك) و(شير) و(كومينت) من أجل المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل ساعة من الآن؟ ولو لم نستطع هل سندخل النار مع أبي لهب؟ ولو جمعنا 1000000000 (لايك) و(كومينت) و(شير) هل سندخل جنات وجنان الله مع الأنبياء والصديقين والصحابة والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا؟.
للحسرة والأسف أنا لا أسخر أو إستهزء فهذه الظاهرة الغير حميدة إنتشرت قديما عن طريق الإيميلات فكنا نرى مثلا:  (إذا بتحب الرسول تنشر هذا الإيميل فهو أمانة بعنقك ليوم الدين ولازم تبعت الإيميل لأكثر من مائة شخص وسيكرمك الله بما لا يخطر على بالك وإذا لم تنشرها فسيبتليك الله)!!! بالله عليكم أي عقل وأي منطق يقبل أو يصدق هذه الخرافات والترهات؟.
هل أصبحت محبتنا للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تقاس بعدد (اللايكات) الإعجابات أو بعدد مرات (الكومينتات) التعليقات أو بعدد مرات  (الشيرات) المشاركات؟!.
وهل عدم قيامنا بالضغط على (لايك) أو (شير) أو (كومينت) يعني عدم محبتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من عدمه؟!.
حقا إنه لمن العار  وضعف الوازع الديني وجهلنا بالدين أن نستخدم إسم الرسول صلى الله عليه وسلم فقط لجمع أكبر عددا من (اللايكات) و(الكومينتات) و(الشيرات) وليس للتذكير بإسمه والصلاة عليه.
الآن الكثير من أصحاب تلك المناشير والرسائل والصفحات بمختلف مسمياتها وأهدافها وتوجهاتها يعمدون إلى إتباع هذه الطريقة الغريبة التي قد ترهب الناس نوعا ما بالعزف على الوتر الديني فهذه طريقة عقيمة ولا ينتج إلا عن جهلول وجاهل.
هؤلاء الجهلاء تارة يضعون إسم الرسول صلى الله عليه وسلم كما يضعون تارة صورة طفل مريض أو شجرة تأخذ شكل شخص ساجد أو أي شيء آخر غير مألوف للناس ويطلبون من خلالهم جمع (اللايكات) و(الكومينتات) و(الشيرات) التي لا تسمن ولا تغني من جوع فهذا تسول وعبط وهبل وخبل. 
فمن الناس من يؤيد هذه الطريقة كوسيلة لكسب الحسنات ومنهم من ينتقدها بسبب إستخدام إسم النبي عليه الصلاة والسلام بطرق غير لائقة.
ولكن هل من فائدة لا نعلمها من كثرة (اللايكات) و(الكومينتات) و(الشيرات) على عبارة أو إسم أو صورة على الفيس بوك أو أي موقع آخر من مواقع التواصل الإجتماعي؟!!.
حتى وإن كان من ذلك فائدة فهل من المعقول أن نتاجر بإسم النبي صلى الله عليه وسلم لنصل إلى غاياتنا ومكاسبنا الرخيصة هذه؟؟!!.
حتى ولو كان نشرها لكسب الحسنات و(اللايكات) و(الكومينتات) و(الشيرات) معا فهل من المعقول أن نصل لدرجة أن نجعل من إسم نبينا الكريم عليه صلوات الله وسلامه لعبة ليفرح أصحاب الصفحات بأن صفحاتهم ذات نشاط وحيوية وما إلى ذلك؟!!.
أم أن هذه الظاهرة هي جهل أصحاب تلك الصفحات وهو الرأي الراجح الذي جعلهم يستخدمون إسم المصطفى صلّى الله عليه وسلم بطرق لا تليق بمقامه الكريم دون علم!.
أرجو أن يكفوا عن هذا التسول وهذا القبح فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وكل الرسل بالطبع في قلوبنا وليس في صفحات التواصل الإجتماعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق