في التعريف الإليكتروني للمدونة، فإن المدوَّنة موقع إلكتروني يجمع عدد من التدوينات وهي بمثابة مفكرة أو ساحة طرح آراء شخصية وبحر من الحرية.
المدونة تطبيق من تطبيقات شبكة الإنترنت، وهي تعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهي عبارة عن صفحة ويب على شبكة الإنترنت تظهر عليها تدوينات "مدخلات" مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً تصاعدياً ينشر منها عدد محدد يتحكم فيه مدير أو ناشر المدون.
كما يتضمن النظام آلية لأرشفة المدخلات القديمة، ويكون لكل مداخلة منها مسار دائم لا يتغير منذ لحظة نشرها يمكِّن القارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تعود متاحة في الصفحة الأولى للمدونة، كما يضمن ثبات الروابط ويحول دون تحللها.
هذه الآلية للنشر على الويب تعزل المستخدم عن التعقيدات التقنية المرتبطة عادة بهذا الوسيط، أي الإنترنت، وتتيح لكل شخص أن ينشر كتابته بسهولة بالغة.
يتيح موفرو خدمة عديدون آليات أشبه بواجهات بريد إلكتروني على شبكة "الويب" تتيح لأي شخص أن يحتفظ بمدونة ينشر من خلالها ما يريد بمجرد ملء نماذج وضغط أزرار، وكما يتيحون أيضاً خصائص مكملة، مثل تقنية التلقيم التي تهدف إلى تسهيل متابعة التحديثات التي تطرأ على المحتوى المنشور دون الحاجة إلى زيارة المواقع بشكل دوري ودون الحاجة للإشتراك في قوائم بريدية، وخدمات أخرى للربط بين المدونات، إضافة إلى الخاصية الأهم وهي التعليقات التي تحقق التفاعل بين المدونين والقراء، وتعتبر الصحف والمجلات الإلكترونية أحد أوجه التدوين المتقدمة.
ومن وجهة نظر علم الإجتماع فإن الإنترنت ينظر إلى التدوين بإعتباره وسيلة النشر للعامة، والتي أدت إلى زيادة دور الشبكة العالمية باعتبارها وسيلة للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى، وبالإضافة إلى كونه وسيلة للنشر والدعاية والترويج للمشروعات والحملات المختلفة.
ويمكن أعتبار التدوين كذلك إلى جانب البريد الإليكتروني أهم خدمتين ظهرتا على شبكة الإنترنت على وجه الإطلاق، يليه الويكي.
والموضوعات التي يتناولها الناشرون في مدوناتهم تتراوح ما بين اليوميات، والخواطر، والتعبير المسترسل عن الأفكار، والإنتاج الأدبي، ونشر الأخبار والموضوعات المتخصصة في مجال التقنية والإنترنت نفسها، بينما يخصص بعض المدونون مدوناتهم للكتابة في موضوع واحد، يوجد آخرون يتناولون موضوعات شتى في ما يكتبون.
كذلك توجد مدونات تقتصر على شخص واحد، وأخرى جماعية يشارك فيها العديد من الكتاب، ومدونات تعتمد أساساً على الصور Photoblog والتعليق عليها.
كما أنتشرت مؤخرا مدونات الفيديو Videoblogs على شبكة الإنترنت، وهي قائمة أساساً على نشر المحتوى التدويني بالصوت والصورة مسجلاً على فيديو.
على نحو ما، كانت الحرب على العراق سبباً من أسباب ذيوع صيت المدونات وإنتشارها، فمن ناحية، ظهرت في سنة 2002م مدونات مؤيدة للحرب وفي سنة 2003م ظهرت المدونات كوسيلة العديد من الأشخاص المناوئين للحرب في الغرب للتعبير عن مواقفهم السياسية ومنهم مشاهير السياسة الأمريكية من أمثال هوارد دين، كما غطتها مجلات شهيرة كمجلة فوربس في مقالات لها، كما كان إستخدام معهد آدام سميث البريطاني لهذه الوسيلة دوره في تأصيلها.
من ناحية أخرى ظهرت مدونات يكتبها عراقيون، بعضهم يعيشون في العراق ويكتبون عن حياتهم في الأيام الأخيرة لنظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وأثناء الوجود الأمريكي في العراق.
إكتسبت بعض هذه المدونات شهرة واسعة وعُدَّ قراؤها بالملايين، وطبع أحدها لكاتب عرقي عرفه العالم بــ "سلام باكس"، كما ظهرت مدونات يكتبها جنود غربيون في العراق مما شكل مفهوماً حديثاً لدور المراسل الحربي.
وفي سنة 2004م أصبحت المدونة ظاهرة عامة بإنضمام العديد من مستخدمي شبكة الإنترنت إلى صفوف المدونين وقراءها، كما تناولتها الدوريات الصحفية.
وأصبحت المدونة نوعاً من أنواع الإبداع الأدبي المتعارف عليه، وتنظم له دور النشر والصحف "في إصداراتها الرقمية"، وكذلك المسابقات الدورية لإختيار أفضلها من حيث الأسلوب، والتصميم، وإختيار الموضوعات، مثل المسابقة التي نظمتها صحيفة جارديان البريطانية.
وبيّنت الإحصائيات أنّ الذين يستخدمون شبكة الإنترنت في العالم العربي مثلاً هم في الحقيقة أقلية لا يتجاوز عددهم 7 من المائة من عدد السكان في مصر، و35 من المائة في قطر، و27 من المائة في الإمارات، مقارنة بـ51 من المائة في إسرائيل، بينما 31 من المائة من المدونات العربية تخرج من سوريا.
كل يوم تأتينا إبداعات جديدة ومفيدة من دول العالم الأول ولكن هل نحن كمنتمين لدول العالم الثالث نستفيد منها إستفادة حقيقية وليست صورية أو للتسلية فقط؟.
من يقرأ ويفهم كل هذه المعلومات وهذا الكم الهائل من الحقائق عن الإنترنت وعن المدونات والتي جلبتها خصيصها من مصادر مشهورة مثل "الويكيبيديا" سيعرف الفروقات الحقيقية بيننا وبين العالم الأول، واللبيب بالإشارة يفهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق