الخميس، 8 مارس 2018

بوتسوانا المارد الإفريقي القادم

  ربما لم يسمع معظم الناس عن دولة إفريقية صندوقية (لا شواطئ لها مع البحار المفتوحة) تسمى بــ (بوتسوانا) إلا مرات قليلة، وربما لم يسمع معظم الناس عن دولة إفريقية يمكنها أن تتشابه في بعض الملامح الهامة دول العالم الأول، دولة بوتسوانا والتي تقع في الجزء الجنوبي من القارة السمراء إستطاعت وفي فترة ليست بالطويلة أن تضع نفسها في مراكز متقدمة جداً في خارطة الدول المتقدمة في معظم المجالات الحيوية.
  بوتسوانا أو جمهورية بوتسوانا Botswana هو بلد يقع جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا الجنوبية، هي محمية بريطانية سابقة تعرف باسم بيتشوانا لاند وإعتمدت بوتسوانا إسمها الجديد بعد أن تم إستقلالها ضمن دول الكومنولث يوم 30 سبتمبر 1966م، أجرت إنتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة منذ الإستقلال.
  جغرافياً، البلاد منبسطة وأغلبها صحراوية، أي أن (70٪) من أراضيها نجد صحراء كالهاري، يحدها جنوب أفريقيا إلى الجنوب والجنوب الشرقي وناميبيا إلى الغرب والشمال وزيمبابوي إلى الشمال الشرقي، وتلتقي زامبيا عند نقطة واحدة.
  بوتسوانا هي واحدة من أعظم قصص نجاح التنمية في العالم، البلاد صغيرة وغير ساحلية يقطنها نحو 1.9 مليون شخص وكانت أحد أشد البلدان فقراً في أفريقياً مع ناتج محلي إجمالي للفرد الواحد يبلغ 70 دولاراً أمريكياً عند الإستقلال عن بريطانيا عام 1966م في العقود الأربعة التي تلت الإستقلال، نقلت بوتسوانا نفسها إلى صفوف متوسطي الدخل لتصبح واحدة من أسرع الإقتصادات نمواً في العالم حيث متوسط معدل النمو السنوي حوالي 9%.
   سجل دولة بوتسوانا حافل في مجال الحكم الرشيد والنمو الإقتصادي بدعم من إدارة مالية حصيفة للإقتصاد الكلي، والتي تقف على النقيض من المستويات المرتفعة في البلاد من الفقر وعدم المساواة وإنخفاض مؤشرات التنمية البشرية عموماً.
    في حين ساهم التطور الإقتصادي في بوتسوانا على مدى السنوات الأربعين الماضية في تحسين مستويات معيشة نحو ثلثي السكان، فإن الثلث المتبقي قد تخلف عن عجلة النمو الإقتصادي.
  تبلغ حصة التعليم من الناتج المحلي الإجمالي نحو 10%، كما تحققت إنجازات تعليمية هامة بما في ذلك توفير التعليم المجاني للجميع تقريباً، لكن نتائج هذا الإنفاق لم تنشئ المهارات والقوى العاملة التي تحتاجها بوتسوانا.
 البطالة مرتفعة لحدود 20% تقريباً ودخل الأسر في المناطق الريفية أقل بكثير منه في المناطق الحضرية، وعلى الرغم من تراجع معدلات الفقر في المناطق الريفية إلا أنها تظل مرتفعة جداً في المناطق الحضرية، نتيجة لذلك فإن عدم المساواة في الدخل في بوتسوانا يعد واحداً من أعلاها في العالم.
   أدى وباء فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) إلى تفاقم الموقف حيث تمتلك البلاد ثاني أعلى معدل إنتشار للفيروس بين البالغين في العالم، كما أن حصيلة التعليم والصحة أقل من تلك البلدان في المجموعة ذاتها من الدخل.
  تدور السياسة البوتسوانية في فلك جمهورية ديمقراطية تمثيلية، حيث رئيس بوتسوانا هو كل من رئيس الدولة ورئيس الحكومة ضمن نظام متعدد الأحزاب، تمارس السلطة التنفيذية من قبل الحكومة، بينما تناط السلطة التشريعية في كل من الحكومة والبرلمان، جرت الانتخابات الأخيرة وهي العاشرة في تاريخ البلاد في 16 أكتوبر 2009م.
  منذ إعلان الإستقلال، سيطر على النظام الحزبي (الحزب الديمقراطي) في بوتسوانا، السلطة القضائية مستقلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية، ووفقاً لمنظمة الشفافية الدولية بوتسوانا هي البلد الأقل فساداً في أفريقيا وتحتل مركزاً قريباً من البرتغال وكوريا الجنوبية.
   صراحة وبعد إطلاعي على معظم هذه المعلومات من مصادر مختلفة وبالأخص موقع الويكيبيديا (الموسوعة الحرة) تأكدت تماماً بأن مشكلة إفريقيا تمكن في فساد الحكام وقلة الشفافية وإنعدام العدالة الإجتماعية والأمن والوطنية المعدومة، ولو تخلصوا من تلك الصفات ولو جزئياً ربما يقود الأفارقة العالم كله.
   وبوتسوانا أيضاً تنقصها بعض العدالة الإجتماعية ومحاربة الأمراض الفتاكة المذكورة في الأعلى ولو كتب لها ذلك ستكون مثل سويسرا ونيوزيلندا وغيرها من الدول المتقدمة على مستوى العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق