الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

موسى وهارون ولقمان عليهم السلام من شمال السودان

هل صحيح أن سيدنا موسى وشقيقه سيدنا هارون عليهما السلام من شمال السودان؟ وكذلك سيدنا لقمان الحكيم؟ أنا شخصياً لا أستبعد أن يكون سيدنا موسى وشقيقه سيدنا هارون عليهما السلام من شمال السودان وبنسبة أقل من (جنوب مصر) وذلك لعدة أسباب منها (على حسب إجتهاداتي):-
أولاً: قطن الفراعنة (حكام مصر) في زمن سيدنا موسى عليه السلام في منطقة الأقصر وهي منطقة في جنوب مصر (شمال أسوان) وأسوان كما هو معروف تقع على بعد أميال بسيطة من شمال مدينة وادي حلفا السودانية مما يعني أن موسى عليه السلام من مناطق شمال السودان وبالطبع شقيقه هارون عليه السلام، وكما هو معروف للكل  فقد ألقي به في البحر بسبب طغيان وجبروت الفرعون رمسيس الثالث (فرعون مصر آنذاك) خاصة عندما أعلن للملأ بأنه سيقتل كل رضيع إسرائيلي في حدود دولته بمصر وسيدنا موسى عليه السلام (إسرائيلي) جاء أسلافه إلى مصر منذ عهد سيدنا يوسف عليه السلام.
ثانياً: بالتأكيد السد العالي لم يكن له أي وجود لأنه بني في القرن الــ 20 وكذلك خزان أسوان فبالتالي لا وجود لبحيرة ناصر في جنوب (مصر) أو بحيرة النوبة في شمال (السودان) لكي يعيق سير التابوت بصورة طبيعية في رحلته بنهر النيل بإتجاه الشمال.
ثالثاً: وجود النوبة في جنوب مصر وشمال السودان وحتى الآن وبكل سحناتهم المعروفة وأكثر ما يميز النوبيين اللون الأسمر والشدة وسيدنا موسى (عليه السلام) كان أسمر اللون وكان ذو بأس شديد، وكلنا يعرف قصته الشهيرة عندما قضي على ذلك المصري بضربة واحدة (بالتأكيد بدون قصد) وكان سبباً لتركه مصر والذهاب إلى قرية مدين (قوم سيدنا شعيب عليه السلام) في الشام.
رابعاً: سيسألني أحدكم: كيف سار التابوت بموسى في البحر من شمال السودان وحتى منطقة الأقصر علماً بأن هنالك شلالان تقريباً؟ هذا السؤال بالرغم من أهميته إلا أنه ليس سبباً كافياً لإرجاع منطقة سيدنا موسى عليه السلام لجنوب مصر لأننا كما قلنا كان رضيعاً وألقي في البحر بيد أمه الشريفة بإلهام من الله تعالى لأنه وعدها بإرجاعه إليها سريعاً وقد حصل ما وعده الله سبحانه وتعالى وبين لنا ذلك في (قصة الرضاعة الشهيرة)، إذاً الله تعهد بأن يحفظه، وهذا يكفي، فالبحر والشلالات والجنادل والريح والبرق والرعد وكل شئ تسير بأمر الله سبحانه وتعالى فقط (إن الله على كل شئ قدير)، (كن فيكون) ...إلخ.
- سطر الكاتب المسيحي القس (فيليو ساوث فرج) في عموده المقروء بصحيفة آخر لحظة السودانية العدد رقم (645) بتاريخ يوم السبت الموافق 17/5/2008م تحت عنوان (قوارب على وجه مياه كوش) ما يلي: "عرف المصري القديم والكوشي الأسمر صناعة القوارب من ورق البردي، وإذا كان البعض يرى أن موسى من مواليد دنقلا وأن إبنة فرعون كانت تستحم على نهر النيل في قصر ضيافة فرعون بدنقلا فان أم موسى وضعت إبنها في سفط من البردي وكأنه قارب صغير يسير على شاطئ النيل العظيم" إلى هنا وإنتهى كلامه.
خامساً: أما (لقمان الحكيم) فأجتهد كثيرون وأتفقوا على أن لقمان الحكيم كان يقطن في المناطق القريبة من جزيرة (صاي) النيلية في شمال السودان وكل شئ وارد ولكني لم أحصل على حقيقة تاريخية في هذا الشأن.
سادساً: هنالك من يقول بأن هاجر عليها السلام أم إسماعيل وزوجة سيدنا إبراهيم عليهما السلام من شمال السودان، وأرجح الروايات بل وأكثرها صحة تقول أنها من أصــول حبشية أو نوبية فقد كان يطلق على مناطق النوبة في قديم الزمان الحبشة من قبل بعض المؤرخين، فلماذا نستبعد أن سيدنا موسى عليه السلام وشقيقه هارون عليه السلام من شمال السودان تحديداً؟!.
مقال مشابه للكاتب إبراهيم الحسين
علاقة سيدنا موسى عليه السلام بالنوبيين
تبدأ القصة منذ أن قال سيدنا يوسف لإخوته في قوله تعالى: (وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ) عند تلك اللحظة يوم دخول سيدنا يعقوب مصر على رأس أولاده في عهد سيدنا يوسف تبدأ قصة بني يعقوب أو بني إسرائيل منذ دخولها آمنين مكرمين بضع أفراد.
وقد ذكر كثير من المؤرخين أن مصر في ذلك الزمان هي جنوب مصر الحالية ومعها منطقة شمال السودان الحالي حيث كان شمال مصر منطقة صحراوية جرداء والمنطقة الزراعية الخصبة في ذلك الزمان هي جنوب مصر الحالي ومنطقة شمال السودان وذكر الباحثين أن أبناء يعقوب وأحفاده تزوجوا من سكان المنطقة حتى بلغ عددهم نحو 700.000 كما جاء في كتب التوراة إلى حين فرارهم شمالاً وعلى رأسهم سيدنا موسى بعد 430 عاماً من دخول يعقوب وبنيه إليها وبالرجوع إلى زواج أحفاد سيدنا يعقوب من سكان المنطقة ثم زواج ذريتهم أيضاً من فتيات المنطقة يبدأ نسب سيدنا موسى عليه السلام ووالدته نوبية إسمها يو كابد يو تعني الأم وكابد هي (قُرّاصة) القمح طعام النوبيين إلى يومنا هذا وبالرجوع إلى قوله تعالى لأم موسى (فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ۚ) يدل ذلك على أن قوم موسى يسكنون جنوب مصر القديمة حيث يجري النيل من الجنوب إلى الشمال وكان عمره كما جاء في التوراة شهرين وكان طفل جميل الوجه والطلعة وحيث أمرت أم موسى بنتها مريم تتبعي يابنيه أخاك وإحذري أن يشعر بك أحد وكما جاء في التوراة تبعته مدة تقارب ثلاثة أيام سيراً على الأقدام حتى قذفه اليم عند قصر فرعون وبالرجوع إلى قصة سيدنا موسى حيث أرضعته أمه وكانت تأخذه لقصر فرعون حتى تراه زوجة فرعون آسيا بنت مزاحم ثم تعود به إلى دارها يدل ذلك على قرب المسافة بين منزل آل موسى وقصر فرعون وتدل الدراسات والبحوث أن قصر فرعون كان في منطقة قريبة من وادي حلفا القديمة يستدلون على ذلك بالآتي:
ورد في التوراة إصحاح (2) آية (3) أن أمه وضعته على نبات الحلفا داخل السفط وهذا يدل على أن المكان الذي ولد فيه موسى يوجد به نبات الحلفا على ضفاف النيل وحيث لا يوجد هذا النبات إلا في شمال السودان منطقة وادي حلفا شمالا ومنطقة حلفا الثانيه شرق سور تود كذلك ورد في سفر الخروج إصحاح (1) آية (15) أن العبريون هم سكان منطقة (عبري) شمال السودان وهي أيضاُ المنطقة التي عبر منها سيدنا موسى. 
ورد في كتاب قصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار صفحة 70 عن معنى العبرية يقول الدكتور إسرائيل ولفستون أن لفظ عبري يعني العبور بالعبرية وهو نفس المعنى بالعربية وبالرجوع إلى قصة سيدنا موسى أن خادمه كان يدعى يوشع بن نون وإسم يوشع هو (أوشي) بالمحسية ومعناه الخادم مع ملاحظة أنه لايوجد حرف (ع) في اللغة النوبية و بالرجوع إلى الآيه الكريمة: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30)) صدق الله العظيم ذكر بعض المفسرين أن سيدنا موسى عندما كان طفلاً قدمت له إمرأة فرعون جمرة من النار وتمرة ثمرة النخيل فأخذ الجمرة ووضعها على لسانه لذلك كان لايستطيع النطق وهذه القصة غير صحيحة لأن موسى في آيات كثيرة خاطب فرعون وشعيب وأخاه هارون وقومه فلا يعقل أن يكون نبياً أرسل برسالة سماوية لايستطيع الكلام مع قومه ويدعوهم لعبادة الله الواحد القهار يقول بعض المفسرين أن لغة قوم موسى كانت اللغة النوبية وهارون أخاه الأكبر عاش وتربى وسط أهله فلذلك فهو أفصح منه في لغتهم كما دلت الحفريات بأن نهر النيل كان له فرعين شمال جزيرة ناوا وهو مكان إلتقاءه بالنبي الخضر (مجمع البحرين) حيث مازال سكان منطقة النوبة يعتقدون في النبي الخضر وإمكانية حضوره في أي لحظة لمنطقتهم فلذلك يتعاملون مع كل غريب فقير بحذر وهذا الإعتقاد لا يوجد إلا في شمال السودان. 
وإسم موسى يعني بالنوبية المرفوض وغير المرغوب فيه وينطق بالنوبية (موساً) وينطق بالعبرية موشاً ويؤكد ذلك ما جاء في التوراة عن سبب التسمية سفر الخروج إصحاح 2 آية 5 ( نزلت إمرأة فرعون مع جاريتها إلى النهر فرأت السفط بين الحلفا فلما فتحته ورأت الغلام وهو يبكي قالت ما هذا الطفل الذي أهله موشاً) اي غير راغبين فيه عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد المعراج عن وصف سيدنا موسى قال في حديث إبن عمر: (كأنه من رجال الزط) يعني في الطول لأن الزط جنس من السودان وجاء في كتاب البخاري في وصف سيدنا موسى أنه كان طويل أسمر اللون وقال الإمام الأ كبر إبن العربي بأن هارون كان شقيق لموسى وعندما ناداه موسى بأمه لا بأبيه إذ كانت الرحمه للأم دون الأب أوفر في الحكم وفصيحاً في لغة قومه.
 وفي سورة البقرة عندما قال قوم موسى ﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ﴾ قال تعالى الآية  (71): ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا) ذكر كثير من الباحثين بأن المنطقة الوحيدة في العالم التي تستخدم الأبقار في سقاية الحرث بالسواقي هي منطقة النوبة بالسودان وكذلك أبقارهم فاقعة اللون تختلف في الوصف عن أبقار المناطق الأخرى وفي سورة البقرة الآية (61) (اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) قال بعض المفسرين أن الهبط يكون من المنطقة العالية إلى المنخفضة وشمال السودان أعلى من منطقة جنوب مصر وهذا يدل على أن قوم موسى كانوا في شمال السودان المنطقة المجاورة لمصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق