الجمعة، 12 مارس 2021

ليس إمتيازاً منك بل ولدت هكذا

شخص ما ولد وفي فمه ملعقة ذهب على حسب الأمثلة الشعبية فهل هذا يعني أنه يمتاز بذلك؟ الإجابة عندي لا، هو خرج إلى الدنيا ووجد أسرته ثرية وغنية لأنه عندما كان في بطن أمه لم يقرر ذلك ولم يستطيع، ونفس الحال على الطفل الفقير، أو طفل من أسرة متوسطة، وهكذا.
شخص آخر ولد مسيحياً وتربى في بيئة مسيحية ونهل وشرب من الديانة والثقافة المسيحية، فهل هذه ميزة وشطارة منه لكي يتباهى كونه مسيحياً ضد من يخالفه؟ هل هو إجتهد منذ صغره؟ لا، هل كان بلا ديانة وعندما عرضوا عليه الدين المسيحي قام بإختياره؟ لا، إذاً ما هو السر في أن يتباهى بكل ذلك؟ وما ذنب من خالفه العقيدة والفكر؟
نفس الحال وبالكربون ينطبق على اليهودي والبوذي والسيخي والهندوسي والمسلم، لا فرق عندي البتة بين من يحمل الفكر الديني سواء إبراهيمي أو دين أرضي أو وثني أو حتى بلا ديانة، فالكل سيرى نفسه الأحق بالنجاة والخلاص، والكل سيرى الآخر بمنظاره ومن زاويته فقط وبدون إعتبارات للآخرين.
لنفصل قليلاً عن مجتمعنا الإسلامي، فنحن عندما ولدنا في المجتمعات الإسلامية لم يكن هذا خيارنا بكل تأكيد، نحن ولدنا ووجدنا البيئة الإسلامية تطغي على كل شيء، فهل هذه ميزة وخاصية نحن قمنا بإختيارها أم وجدنا أنفسنا كذلك!
وهل هذا سبب لكي نقلل ونسب ونحتقر بل حتى نعذب ونقتل الآخرين؟ هل فكرت يوماً ما بأنك كنت محظوظاً على حسب وجهة نظرك فقط لأنك ولدت على هذه البيئة؟ مثلاً ما ذنب الهندوسي والذي ولد وتربى في عائلة وبيئة هندوسية أن يتضطهد ويعذب ويحتقر من قبل المسلم أو المسيحي أو أي شخص آخر يخالفه في الفكر والدين.
المسلمون بصورة عامة هم أكثر الناس يرون أنفسهم بأنهم الأحق والأجدر والأنفع للحياة فوق هذه الأرض، وغيرهم لا يستحقون حتى مجرد التنفس، هذه طبعاً من وجهة نظر المسلم الذي في الأساس لم يجتهد ليكون مسلماً بل وجد حاله وهو مسلم ولد وعاش وتربى في بيئة إسلامية، هذا هو كل ما يربطه بالإسلام فلا تتزايد على الآخرين بما لديك فهم أيضاً يرون بمنظارهم وبزواياهم.
عدنان عمر (أوسكار)

هناك تعليق واحد:

  1. مقالة رائعة وتستحق القراءة والتأمل والتفكر..

    ردحذف