الأربعاء، 24 أكتوبر 2018

إهتموا بالإنسانية بدلاً من ملابس المرأة وأعضائها التناسلية

لا يحق لأي جهة حكومية أو دينية أو أي كيان آخر أو أفراد أو جماعات محاسبة أو محاكمة شخص (ذكر أو أنثى) من المسلمين وحتى من غير المسلمين بسبب اللبس ومظهره العام، ولا توجد آية قرآنية تدل على حرمان أو جلد أو منع الإنسان من  (شيء) من خلال الإحتكام إلى ملابسه (المحتشم أو غير المحتشم)، فالله سبحانه وتعالى فقط هو من سيحاسبهم، هنا إنتهى الكلام.
من جانب آخر هذه مسائل خاصة تعود للشخص نفسه ويخضع الشخص المعني للمسائلة العائلية فقط، أي أن أفراد عائلته لديهم الحق في التحدث إليه وذلك لإعتبارات عديدة.
ما أقصده من كلامي واضح في هذه المسألة الحساسة، ولا يفهم من كلامي أنني أدعو إلى السفور والتبرج والفوضى، ففي كل الأحوال ستحصل الفوضى والعشوائية.
وهي تتشابه مع مسألة أكل الخنزير والميتة، وما أحل لغير الله ...إلخ، أي إذا ما أكل المسلم أو المسلمة لحم الخنزير (وهو محرم في الإسلام إلا في مواضع معينة ونادرة)، ففي نهاية الأمر الله سبحانه وتعالى فقط هو من هو سيحاسب ذلك الشخص، وليس مجموعة معينة يتم تعيينها للردع وللمحاكمة والمحاسبة والتغريم والتشهير فأي دين يسمح بذلك؟!، وأي قانون أو دستور يجيز هذا الأمر!؟.
من زاوية أخرى القرآن لم يحدد عقوبة دنيوية للبس الفاضح من أساسه، مثلاً شرب الخمر (٤٠ جلدة) والزاني والزانية (١٠٠ جلدة)، هنا نفهم أن القرآن الكريم وهو أهم وأفضل وأقوى وأبين مصدر تشريعي بالنسبة لأي مسلم ومسلمة لم يحدد عقوبة دنيوية للمرآة التي لا تلبس اللبس الذي حدد في القرآن الكريم، (حتى اللبس المحدد في تفسير الآيات وهو الحجاب بصورة عامة فيه خلافات وإختلافات كثيرة بين العلماء من مختلف الطوائف والمدارس والتيارات الإسلامية).
تخيل أن أي شخص في الشارع أو في أي مكان ما يقوم بمسائلة ومحاسبة وحتى ضرب ونهي ومحاكمة  وزجر وتغريم الشخص الغير ملتزم باللبس الإسلامي وأمام حشد من الناس؟! هذا يعني أننا نعيش في غابة وسنكون عرضة لكل من هبّ ودبّ، وسيختلط الحابل بالنابل، فالدين يسر وليس عسر، ومن سماحة الدين الإسلامي أنه لا يكره الناس حتى في الدخول إليه من أساسه فما بالك بالأمور الثانوية الأخرى؟! 
ما يفعله أغلب تجار الدين الإسلامي والهوس الديني شيء مقزز ومنفر وبغيض، فأغلبهم يهتمون بملابس المرأة وبالحيض والنفاس وبالأجهزة التناسلية والتطبيل للحكام بالحق والباطل بينما لا تهزهم مقتل إنسان بريء أو طفل جائع أو شخص مريض أو إنسان مظلوم لا يستطيع علاج نفسه وما إلى ذلك من الأمور والمسائل الإنسانية الأساسية!!. 
عليهم الإهتمام أكثر بمسألة الفقر والبطالة والحروبات والجوع والجهل ومحاربة الفساد وبناء المستشفيات والمدارس وتنمية الريف والحضر...
أما إذا تعلق الموضوع بدستور دولة ما، فالدستور في نهاية الأمر من وضع بشر، أو بعض تنابلة السلطان، أو من قبل جماعات معينة في برلمان دولة، وليس بالضرورة أن يكون دستوراً منطقياً ونظيفاً وعادلاً، وما هو مؤكد وبنسبة كبيرة جداً بأن هذا الدستور لن يطبق إلا على الشريحة المستضعفة من المجتمع.
قوموا إلى ثورتكم السياسية والفكرية والإنسانية يرحمكم ويرحمني الله...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حرب عبثية في السودان

نعم هنالك حرب عبثية في السودان منذ إبريل 2023 بين ما يسمى بالجيش السوداني وأقصد هنا القادة وهم ينتمون للحركة الإسلامية السودانية أي (الفلول)...