الأربعاء، 13 مارس 2019

هل بإمكان دول العالم الثالث أن تصبح عظمى؟

يتبادر في أذهاننا سؤال دائم وأساسي ومحوري وهو كيف تتقدم الدول وتصبح قوية وغنية وتمتاز برفاهية سكانه وبالتقدم العلمي والتكنولوجي وفي كافة المجالات الخدمية والإجتماعية والطبية والعسكرية والزراعية والصناعية والسياحية والمصرفية والمالية والتعليمية.
وكذلك في مجالات حقوق الإنسان والشفافية ومكافحة الجريمة والإرهاب والتطرف وفي مجال التنمية البشرية، والحريات والديمقراطية وفي إحترام التعدديات والأديان والأعراق وكل مكونات المجتمع البشري؟
لمعرفة الجواب المنطقي علينا أن نضع في عين الإعتبار ثلاث عناصر أساسية لبلوغ ذلك الهدف السامي والجميل والمستحق وهم:
 (أولاً) نظام سياسي ديمقراطي تعددي برلماني إنتخابي شفاف وواضح ومتين يحظى بقبول الغالبية من السكان.
 (ثانياً) قوة عسكرية متطورة وفعالة قادرة على حمايته من الغزو الخارجي وفرض الأمن بالداخل.
(ثالثاً) إقتصاد قوي قائم على عناصر إنتاج وأنظمة متفاعلة وتتطور بإستمرار وبالتأكيد مدعوم بنظام نقدي ومصرفي مالي متين وثابت. 
 إذا إختل أي عنصر من الثلاث عناصر فسيحدث خللاً في الحياة السياسية والإجتماعية والعسكرية والإقتصادية فوراً في البلاد وبدل التطور والنمو ستعود الدولة إلى الوراء كثيراً.
فيما يعرف ببلاد العالم الثالث (الدول العربية - معظم دول أفريقيا - آسيا الوسطى - بعض دول أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي وأمريكا الوسطى - بعض جزر قارة أوقيانوسيا) نجد أن بعضهم لديها قوة عسكرية متينة وهامش من الحريات ولكن إقتصادها بؤرة من الفساد ومن الأطماع الخارجية والداخلية ومثال على ذلك دولة المكسيك.
كما نجد بعض الدول التي لديها قوة عسكرية مستمدة من الصناعات الحربية الخارجية ولكن إقتصادها تعتمد على النفط (أي مصدر غير دائم) بينما من الناحية السياسية فالكلمة الأولى والأخيرة للعائلة الحاكمة فقط وباقي الشعب مجرد توابع لهم وأكبر مثال على ذلك المملكة العربية السعودية.
بينما تجد دولاً لديها قوة عسكرية عادية وإقتصاد غير منتج أو فعال والجانب السياسي محتكر لبعض الأفراد وأفضل مثال على ذلك دول الخليج العربي الباقية (قطر - الكويت - الإمارات - البحرين - سلطنة عمان).
بعض الدول لديها إمكانيات رهيبة سواء بشرية أو زراعية أو حيوانية أو سياحية أو موارد أخرى ولكنها غير مستقلة إلا خمسة في المائة منها والجانب العسكري ضعيف والجانب السياسي عبارة عن ديكتاتوريات وفصائل تتحكم بها منذ عقود طويلة وأفضل مثال على ذلك (السودان - الصومال - باكستان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حرب عبثية في السودان

نعم هنالك حرب عبثية في السودان منذ إبريل 2023 بين ما يسمى بالجيش السوداني وأقصد هنا القادة وهم ينتمون للحركة الإسلامية السودانية أي (الفلول)...