الأربعاء، 2 أكتوبر 2019

ماذا تعرف عن دول الكومنولث Commonwealth of Nations؟

معظمنا أن لم يكن جُلنا أو كلنا سمع ولو لمرة واحدة في حياته عن رابطة الشعوب البريطانيّة (دول الكومنولث)، قد تكون معلوماتنا ناقصة أو مشوشة أو مختلطة وربما تكون حقيقية أو قريبة من الحقيقة والحقائق. الحديث عنها شيق ومهم وضروري وذلك لأسباب تاريخية وسياسية وإجتماعية وإقتصادية وثقافية أضف إلى ذلك أسباب أخرى.
بإختصار رابطة الشعوب البريطانيّة أو ما تعرف بدول الكومنولث Commonwealth of Nations ويرمز لها بـ (CN) معروفة كذلك بالكومنولث أو الكومنولث البريطاني، وهو عبارة عن إتحاد طوعي مكون من 52 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقاً بإستثناء موزمبيق ورواندا، وقد تأسست في نهاية عام 1931م، ويتحدث جميع أعضائها باللغة الإنجليزية كلغة رسمية، وتساهم الدول الأعضاء بالمساهمات المالية للإتحاد.
إنّ مساحة دول الكومنولث مجتمعة، تقدّر بحوالي واحد وثلاثين مليون وأربعمئة واثنين وستين ألف وخمسمئة وأربعة وسبعين كم2، أمّا عدد سكّانها فيقدّر بحوالي بليون وتسعمائة وواحد وعشرين مليون وتسعمئة وأربعة وسبعين ألف نسمة.
وتعتبر بريطانيا المركزية الأكثر مساهمة على الإطلاق بما نسبته 4 مليون جنيه إسترليني، كما أن الرابطة ترتبط مباشرة مع وزارة الخارجية والداخلية لبحث سبل التعاون وتحقيق المصالح المشتركة في مختلف الصفقات، وتنقسم الإدارة الداخلية في الاتحاد إلى عدة أقسام هي المؤسسة المركزية والتعليم والسكرتاريا وبعض المنظمات غير الحكومية، ولقد حذت العديد من الدول حذو دول الكومنولث محاولة تأسيس إتحاد مشابه. كإعلان سنغافورة حول مبادىء الكومنولث الصادر سنة 1971 يصف الكومنولث على أنها "رابطة تطوعية تضم دولا مستقلة تتشاور وتتعاون فيما يتعلق بالمصالح المشتركة لشعوبها والترويج للتفاهم على الصعيد الدولي والسلام العالمي."
وتستطيع دول الكومنولث، بالاستعانة بتراثها المشترك من اللغة والثقافة والقانون والتعليم (الذي تركته الإمبراطورية البريطانية كإرث في هذه الدول)، أن تعمل معا في بيئة يعمها التفاهم والثقة. والصفة المميزة لنشاطات الكومنولث هي المزيج ما بين الرسمي (الحكومي) وغير الرسمي (جماعات وهيئات المجتمع المدني). وخلافاً لهيئة الأمم، ليس لرابطة الكومنولث ميثاق. فهي ليست رابطة تحكمها القوانين، بل أن الدول الأعضاء فيها يوقعون على عدد من الإعلانات أو القرارات التي توثق المقاييس والمباديء المشتركة.
 أهم هذه الإعلانات (إعلان سنغافورة) لسنة 1971 و(إعلان هيراري للكومنولث) لسنة 1991. كان إعلان هيراري اتفاقية هامة أكدت على ما تؤمن به رابطة الكومنولث: الترويج للديموقراطية والحكم الصالح، وإحترام حقوق الإنسان وحكم القانون، وتنمية إقتصادية وإجتماعية مستمرة. 
تدعم المملكة المتحدة عمل رابطة الكومنولث في الترويج للديموقراطية وحكم القانون والحكم الصالح وحقوق الإنسان، إلى جانب عمل الرابطة المتعلق بالجوانب الاقتصادية وبالتطوير. المملكة المتحدة هي واحدة من 52 دولة ذات سيادة ومستقلة أعضاء في رابطة الكومنولث، ومن أكبر المساهمين فيها. 
من مهام هذه الرابطة هي
تضم رابطة الكومنولث الحديثة حوالي ثلث دول العالم، ويصل تعداد شعوب هذه الدول مجتمعة إلى 1.7 مليار نسمة يشكلون ربع سكان العالم.
وتمثل دول الكومنولث الـ 53 بعضاً من أغنى دول العالم، وبعضا من أفقرها أيضا، وكذلك بعضها من أكبر دول العالم مساحة وبعضها من أصغرها. 34 دولة من بين 53 دولة عضو في الكومنولث تصنف على أنها دول صغيرة (أغلبها دول جزر تعداد سكانها 1.5 مليون نسمة أو أقل). 
 إن موضوع يوم الكومنولث لعام 2004 هو (بناء كومنولث ينعم بالحرية). وقد احتفلت الشعوب من جميع أنحاء العالم بهذا اليوم في 8 مارس (آذار) للتعبير عن مباديء الحرية والديموقراطية والتنمية التي تمثلها دول الكومنولث. 
ما زالت ألعاب الكومنولث تعكس روح الصداقة التي تبنت هذه الألعاب منذ أكثر من 100 عام مضى. ففي سنة 1891 اقترح القسيس آستلي كوبر إقامة مهرجان "يعزز الروابط بين الأمم التابعة للإمبراطورية". ومنذ ذلك الحين، تم توارث عناصر هامة من الوحدة والصداقة والنية الحسنة عبر العقود. جرت أول ألعاب عرفت حينذاك باسم (ألعاب الإمبراطورية البريطانية) سنة 1930 بتحفيز من مواطن كندي، هو بوبي روبنسون، واستضافتها مدينة هاميلتون الكندية. وقد شاركت بها إحدى عشر دولة و450 لاعب تنافسوا في ست ألعاب رياضية.
 وعمل منظموا دورة الألعاب الأولى على توثيق مبدأ أن تكون هذه الألعاب (أكثر متعة وأقل صرامة، وأن يحل فيها الحافز لمغامرات جديدة محل الضغط الذي يشكله التنافس الدولي).  
 من جانب آخر تدعم الدول الأعضاء أواصر السلام في ما بينها وما بين دول العالم ككل وخاصة في المناطق التي تشهد صراعات قبلية مختلفة، كما تعنى بإحقاق العدل وتوفير حقوق الإنسان لجميع الجنسيات والأجناس والفئات العمرية وعلى رأسهم الأطفال في ضمان حقهم في الحياة والتعليم والمأوى والحصول على الطعام والشراب.
كما تسعى الدول الأعضاء إلى الحفاظ على الإرث المعرفي والثقافي من الدول الأعضاء، وذلك لترسيخ الاعتزاز بالماضي وإظهاره وتعريف العالم عليه في شتى النواحي سواءً باللغة واللهجات المحكية، والملابس والأزياء، والموسيقى والرقصات، والطعام والمأكولات الشعبية وغيرها.
أيضاً تعمل دول الكومنولث معًا لتعزيز الروابط الاقتصادية وطرق التبادل التجاري فيما بينها، إذ تتفق كل جهة على تقديم ما تشتهر به من منتوجات زراعية أو صناعية للولايات الأخرى بأسعار مخفضة، وكذلك تسهيل الخطوط السياحية بين بعضها البعض، وهو ما يساهم بالحفاظ على القوة الاقتصادية وتحسين مستوى الأفراد ودفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام.
إقامة المهرجانات الشعبية والبازارات ومهرجانات الألعاب التي تهدف إلى تعزيز التوافق بين الشعوب ومد جسور للتعارف والتنوع الثقافي فيما بينها وتعتبر (ألعاب الكومنولث) التمثيل الحقيقي لذلك، إذ كان يشترك أكثر من 450 لاعبًا في ستة ألعاب معروفة من ضمنها تنس الريشة والمصارعة وسباق القوارب ورفع الأثقال والبولينغ وتتبدل بحيث تدخل العديد من الرياضات الجديدة كل موسم بعد أربع سنوات.
ومن مهامها كذلك تساعد الدول الأعضاء بعضها البعض في تسيير الشؤون السياسة لما فيه نفع وخير على البلاد، وذلك بضمان سير العملية الإنتخابية والمبنية على الديمقراطية والحرية في الإختيار وتحديد المصير، والإشراف على عملية الإقتراع القانونية، كما تشجع المشاريع الإستثمارية الناشئة وتدعمها ماديًا وتسويقيًا.
العديد من الدول الأعضاء في اتحاد الكومنولث هي مستعمرات بريطانية سابقة، وقعت تحت الحماية البريطانية قبل أن تنال استقلالها لاحقًا.
هنالك العديد من الدول التي لم تدخل من الأساس من ضمن دول الكومنولث على الرغم من إمكانية ذلك كاليمن وجزر برمودا والسودان وجنوب السودان.
بحسب الإحصاءات العامة للدول فإن عدد الأفراد الخاضعين والمتمتعين بمزايا الاتحاد يبلغ 1.7 مليار شخص أي ما يقارب ربع سكان العالم. تعتبر كندا وأستراليا وبريطانيا أغنى الدول الأعضاء وأكثرها مساهمة في التبرع، وتعتبر بنغلادش أفقرها.
تشرف دول الكومنولث على العديد من المنظمات والهيئات كالجمعية العالمية للعمد الفرنكفونيين، قناة (TV 5)، وكالة التعاون الثقافي والتقني، جامعة سينغور في مصر، واتحاد الجامعات الناطقة كليًا أو جزئيًا بالفرنسية.
 الدول الأعضاء حالياً هي: كما ذكرت سابقاً فإنّ عدد الدول الأعضاء في هذا الاتحاد الكومنولثي البريطاني ثلاث وخمسون دولة، وهي: أنتيغوا وباربودا، وأوستراليا، وباهاماس، وبنغلاديش، وباربادوس، وبليز، وبوتسوانا، وبروناي، وكندا، وقبرص، ودومينيكا، وفيجي، وغانا، وغرينادا، وجامايكا، وكينيا، وكيريباتي، وليسوتو، ومالاوي، وماليزيا، وجزر المالديف، ومالطا، وموريشيوس، وموزمبيق، وناميبيا، وناورو، ونيوزيلندا، ونيجيريا، وباكستان، وبابوا غينيا الجديدة، وسانت كيتس ونيفيس، وسانت لوسيا، وسانت فينسنت والغرينادين، وساموا، وسيشل، وسيراليون، وسنغافورة، وجزر سليمان، وجنوب أفريقيا، وسيريلانكا، وسوازيلاند، وتنزانيا، وتونغا، وترينيداد وتوباغو، وتوفالو، وأوغندا، والمملكة المتحدة البريطانية، وفانواتو، وزامبيا.
أعضاء سابقون: جمهورية إيرلندا، جزر المالديف، وزيمبابوي.
أعضاء تم حلها أو دمجها مع دولها الأم: مالايا، تنجانيقا، نيو فاوندلاند، وزنجبار.
أعضاء محتملون في المستقبل القريب: أرض الصومال (صومالي لاند)، السودان، جنوب السودان، سورينام، بوروندي، زيمبابوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حرب عبثية في السودان

نعم هنالك حرب عبثية في السودان منذ إبريل 2023 بين ما يسمى بالجيش السوداني وأقصد هنا القادة وهم ينتمون للحركة الإسلامية السودانية أي (الفلول)...