الأربعاء، 18 مارس 2020

ما بين الكورونا والتدين السطحي

منذ ظهور جائحة كورونا في مدينة ووهان الصينية في أواخر 2019م حتى تسارعت الدول في أخذ الحيطة والحذر والعمل بشكل جاد من أجل الوقاية ومنع إنتشار هذا الفايروس المعدي والخطير بين الناس، ومع ذلك إنتشر وما زال ينتشر وبسرعة جنونية حتى عم العالم بأسره ولا تخلو دولة من دول العالم من المصابين به وكذلك معدل الوفيات والتي تخطت الآلاف!
التعامل مع هذه الجائحة الخطيرة يختلف قليلاً/كثيراً من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر ومن بلد لآخر وحتى من أصحاب معتقدات وديانات لأخرى، فعلى سبيل المثال وليس الحصر سوف نتغلغل قليلاً في عقلية معظم المسلمين في التعامل مع هذه الجائحة الخطيرة.
أنصت أصحاب القرار في المملكة العربية السعودية إلى صوت العقل وأمروا بقفل الحرم المكي أمام كافة المسلمين، كما ألزموا المساجد بأن تقفل كذلك، ومن قبل ذلك أغلقوا الحدود والموانئ والمطارات، ومنعوا التجمعات وذلك للتقليل من إنتشار هذا الفايروس والذي لا يميز بين البشر أبداً.
هذا القرار المصيري كان صائباً موفقاً فالنفس البشرية وسلامتها هي الأسمى والأقدس عند الله من كل شيء وليس كما يدعي أصحاب التدين الشكلي والسطحي، ومع ذلك إرتفعت الأصوات بالصراخ والعويل وكأن القيامة قد قامت، هذا من جانب قفل دور العبادة، ومن وجهة نظري المتواضعة أراه قراراً مهماً وأتمنى تطبيقه في كل أماكن تجمعات المسلمين بل حتى أمام كل تجمعات المعتقدات والديانات الأخرى.
عندما بدأت هذه الجائحة في الصين هلل وكبر ذوي العقول الخربة والتدين الشكلي والسطحي بأنه عقاب من الله لمجموعة كبيرة من الصينيين لأن الحكومة الصينية تضطهد قومية الإيغور المسلمة وأن هذه الفايروسات هي جند من جنود الله لأعدائه! ولا نعرف كيف حددوا هذا الأمر وما هي المعطيات والفرضيات لكل ذلك! فالفايروس قضى حتى على الأطفال والرضع!
ومن شدة غباءهم وإستحمارهم سمعنا وقرأنا وشاهدنا بأن هذا الفايروس لا يصيب المسلمين أبداً! وما هي إلا أيام وأسابيع حتى إنتصر الصينيون على هذا الفايروس بينما إنتشر في كل أرجاء العالم ولم يسلم المسلمون والدول التي تسمى مجازاً بالإسلامية من هذا المرض! إذاً ما الحل يا هذا؟
بعض بل معظم المسلمين تفكيرهم أكثر من سطحي وغبي للأسف الشديد، ويتغابون في مسألة إسقاط النصوص الدينية على كل شيء أمامهم وبدون تفكير أو تعمق، كما أسلفت قالوا بأنه عقاب من الله ضد الحكومة الصينية ومن شايعها وعندما إنتقل المرض إليهم وفي بلدانهم قالوا بأنه إبتلاء من رب العالمين! إذاً هو بكل غباء يتهم رب العباد سبحانه وتعالى في كلتا الحالتين.
قد تسمع منه كثيراً بأننا لن نصاب به إذا لم يكن مسطراً مسبقاً في الكتاب وفي اللوح المحفوظ! حسناً فلماذا ذكرتم من قبل بأنه لا يصيب المسلمين وهو عقاب فقط لأعداء الإسلام! لم الإستعجال في الحكم مسبقاً! لماذا تجعل نفسك أضحوكة وجهلولاً في نفس الوقت؟
ثم هل أمرنا الله تعالى بأن نُعرّض أنفسنا إلى التهلكة؟ ما هذا الغباء والسطحية في التعامل مع النصوص الدينية! من أين لكم كل ذلك؟
ومن غرائب وعجائب بعض مدعي التدين بأن يدعو الله ليلاً ونهاراً إلى هلاك الكفار بدل أن يدعو الله إلى هدايتهم وتقويمهم، والأدهى من كل ذلك هو أن الله سبحانه وتعالى بالتأكيد هو رب (العالمين) وخالق كل شيء وليس المسلمين فقط! فلماذا تطلب منه أن يدمر عباده! إلا يراهم ويسمعهم؟!.
أنا وأنت وأنتم وبفارغ الصبر ننتظر هؤلاء الكفار بأن يكتشفوا لنا الدواء والوقاية لهذا الفايروس اللعين لكي نتسابق إليهم لأخذ هذا الدواء والعلاج منهم كما نفعل دائماً وأبداً، لأن حال ما تسمى بالدول الإسلامية لا يسر عدو ولا صديق فهي مجرد شبه دول/دويلات ومن قرون عدة لا حضارة ولا تنمية ولا عدالة ولا تقدم ولا علوم ولا تقنية ولا مجال لحقوق الإنسان ولا لأي شيء آخر يمكننا أن نذكره سوى الأمور السلبية والقبيحة والمتخلفة، لذا دعو الخلق للخالق فهو أدرى بهم أكثر مننا.
ومن الأمور المحيرة هي ترديد شريحة كبيرة من المسلمين ومثل الببغاء بأن الحجاب يمنع إنتقال الفايروس وهذا الأمر غير صحيح، وأثبت ذلك علمياً فلا تاجروا وتزايدوا بالدين.
كما أن الوضوء أيضاً لا يمنع إنتشار الفايروس، وهذا خطأ ونردده مثل ذلك الببغاء أيضاً وكل ذلك ضحك على عقل الإنسان المسلم البسيط والذي يصدق كل شيء بدون أدنى تفكير.
في الختام يا أخي/أختى قم بوقاية نفسك وأهلك وأبتعد عن التجمعات البشرية وأغسل يديك جيداً بالماء والصابون ولا تلمس الأسطح وكذلك وجهك، ولا تصافح بالإيد، وأرتدي القفازات، وقم بتعقيم بيتك ومكان عملك، مارس رياضتك، ونم جيداً، أكثر من الأكل الصحي، ومن شرب الماء، وأعزل نفسك بعيداً عن الناس بقدر الإمكان حتى يصنع ويكتشف لنا (الكفار) الدواء.
عدنان عمر (أوسكار)

هناك تعليقان (2):

  1. غباء بعض المتدينين ظهر وبان مع هذه الجائحة

    ردحذف
  2. غباء بعض المتدينين ظهر وبان مع هذه الجائحة

    ردحذف

حرب عبثية في السودان

نعم هنالك حرب عبثية في السودان منذ إبريل 2023 بين ما يسمى بالجيش السوداني وأقصد هنا القادة وهم ينتمون للحركة الإسلامية السودانية أي (الفلول)...